ساحتفي بك يا الم

ساحتفل بك يا الم

ساضيء لك الشموع ..واكتب فيك ابيات من الشكر والترحاب

سادعو احبتي وان قل عددهم على مأدبة لن افصح لهم عن سببها لكنها من اجلك

لانك الالم الذي تعلمت منه الامل

من انت

ألم

ومن يحق له ان يصف الالم الا وقد انتابه شعور الحزن والالم

ربما لم يعرفوه حق المعرفة

ربما لم يستوعبوا الدروس التي كانت تدرس لنا في حضرته

انا هنا

ساحتفي بذلك الالم

سارفع له قبعة الاحترام والتقدير

ساستقبله بلا انكار او تجهم

فقد علمني مثلما علمك ونحن لا ندري

والدي الحبيب

امي الحبيبة

الالم هو من جعلكما تحسنا تربيتنا حتى نشب ونكبر في عيش رغيد وبمستوى من الحياة المرفهة التي لم تقبلا ان نشاطر المها معكما

وقد تعلمت

ان مايأتي بسهولة يذهب بسهولة

وان النجاح السهل الذي لا يرافقه التعب والجهد والومكافحة لا طعم له

والالم

نعم

هو الشرارة التي منها ولد النجاح واستحق كثير من عباقرة العصر كل هذه الشهرة بعد ان ارتدوا عباءة الالم وعاصروه ومروا من خلاله لتفتح لهم بوابة التاريخ

لا اريد ان اكون شابا مدللا تلبى كل طلباته ورغباته

فالمستقبل لن يضمن لي وجود امي وابي بجواري ليضمنوا لي ذلك العيش الرغيد

وطالما انني كنت في سعادة مترفة ودلال ممنهج وتلبية دائمة للمطالب فلن اشعر بجدوى وجودي انا

الالم يستجق ان احتفى به

وان كانت قسوته شديدة ووقعه مؤثر ومشاعره حزينة الا انه في اخر الامر خير لي

فهو سيعلمني مالم تعلمه لي مدرستي وجامعتي

الم يك ثأتيره كالدواء المر الذي لا نستسيغه لكنه سبب في الشفاء

نتالم لكننا نتعلم

ونتألم وبعد سنتبسم

تجرعته طفلا مؤمنا جدا ان بعد العسر يسر ...ولو عشت حياتي كلها مع معلم يشرح لي هذا المعنى لن افهمه كما فهمته في مدرسة الحياة

ساحتفل بالالم ..فقد كانت دروسه ناجحة جدا في ايصال المعاني التي لم يفلح والداي في ايصالها لذهني الصغير

وانت يا عزيزي

تحتاج جرعات الالم تلك فهي الترياق الذي سيلزمك عند اول اختبار

فالصدمات وخيبات الامل ووقع المصاب وجفوة الاحباب وغدر الاصدقاء والاصحاب والامراض وفقدان الاحبة وكل ما مير بنا من تجارب قد تسقط البعض منا في فخ الحزن والانكماش

وكثير منا يسقط ليجد صعوبة الوقوف مجددا واكمال المسير

لانه لم يتجلد بصبر يستقيه من الم مر به

ولانه لم يتعلم درس مصاب قد اربكه

وبما انني في ربيعي السادس والعشرين ..اتساءل كثيرا,, ماذا تجرع ابي رحمه الله ليضمن لي حياة رغيدة منعمة

وهل تجرع كأسا بل كؤوسا من الالم كي يهب لمن بعده سعادة تدوم باذن خالقه

ساحتفي بك ياألم

طالما انني اشارك بك شعورا للاخر فأخفف عنه الكثير منك

وطالما انك ستخرج لي درسا اتعلمه في قادم الايام

وطالما ان وقعك وصدمتك ستفتح عيناي على الكثير من الامور التي كنت بسذاجتي اغفل عنها

احداهن ممن قرأت قصتها ..

كانت قبل الالم ممن يحسنون الظن بالجميع .. يهبون الثقة بلا مقدمات .. لم تجدي معها النصائح التي قدمت لها ممن كانوا حولها

فموعد الدرس القاسي لم يحن بعد ..وقد حان لكن بعد ان دفعت الثمن باهظا جدا جدا

وكانت بحاجة الى تستوعب الدرس بجرعة ألم كبيرة جدا وخسارة لا استسيغ ذكرها

غير ان هذا الالم صحح المسار ..ووجه لها رسالة عميقة السطور ..

وكان الالم الذي تلتقه والذي ابكاها جل يومها ..كفيلا بأن يكفيها نصح جديد لم تك بحاجة له

نحتاج الى ذلك الالم ..الذي يغير كثيرا من معتقداتنا


نحتاج الى ان نعاني وان نقاسي وان نشارك الاخر معاناته لنفهم حجم الدروس المهداة لنا من واقع الحياة


لم اك يا والدي بحاجة الى جرعات من الدلال ومن تلبية ما اريد حتى لا اتفاجأ مستقبلا بما لا اريد

وحتى لا اكبر باحثا عن سند جديد

هكذا اراك يا ألم

وهكذا اؤمن بك

همسة السطر الاخير ...من ألمي ..صنعت أملي
المصدر
خالد10 بقلمي