المخطط الهيكلي المحدث لمكة المكرمة حتى عام 1450هـ

نظراً لمكانة مكة المكرمة المتميزة وبما لها من خصوصية دينية وطبيعية واقتصادية واجتماعية وعمرانية فريدة إضافةً إلى دورها الاقتصادي الهام على مستوى المملكة ، ونظراً لمرور ما يقرب من خمسة سنوات على إعداد المخطط الهيكلي المعتمد لمدينة مكة المكرمة والذي أعد عام 1419 هـ رؤي أهمية إعداد تحديث للمخطط الهيكلي المعتمد لمدينة مكة المكرمة حتى عام 1450 هـ ليضع الخطوط العريضة للتنمية المستقبلية للعاصمة المقدسة بكافة جوانبها وليتوافق مع المتغيرات والظروف الحالية والمستقبلية.


وتمثل مكة المكرمة المدينة المحورية بإمارة المنطقة حيث تقع عند نقطة التقاء سهل تهامة الساحلي وجبال السروات الدنيا التي تشكل بداية سلسلة جبال الحجاز بين دائرتي عرض20 21 ْ , 30 21 ْ شمالاً وخطي طول 45 39 ْ,00 40 ْ شرقا، وتبلغ مساحة الكتلة العمرانية الحالية للمدينة حوالي 15159.3 هكتارا ، ويبلغ متوسط معدل نمو العمران السنوي للمدينة حوالي 8.3% خلال العقدين الماضيين، وقد تم تقدير عدد سكان المدينة عام 1424 هـ بحوالي 1.375 مليون نسمة. وقد اعتمد هذا التقدير على تعدد المصادر مثل معدلات النمو السكاني، ومعدلات استهلاك المياه ، وأعداد اشتراكات الكهرباء ، وأعداد خطوط الهاتف، وأعداد الطلاب ونسبهم بمراحل التعليم المختلفة، إلى جانب تقديرات المسح الميداني .



استعمالات الأراضي بمكة المكرمة (1424هـ)


وتقوم الأفكار الأساسية لتحديث المخطط الهيكلي للمدينة علي أساس الواقعية والمرونة في فهم وتقدير الإمكانات المتاحة والاحتياجات المطلوبة لنمو المدينة مع العمل على تحقيق التوازن في توزيع السكان والخدمات وشبكات الطرق والمرافق على مستوي المدينة في إطار المحددات الطبيعية وما أسفرت عنه دراسة المحددات والمشاكل والإمكانات التنموية للمدينة والأهداف التي يسعى المخطط إلى تحقيقها وما تناولته الاستراتيجية العمرانية الوطنية والاستراتيجية العمرانية للمنطقة، وقد تم في إعداد هذا المخطط الأخذ في الاعتبار عدد من موجهات التنمية على النحو التالي:
- التأكيد على أن المسجد الحرام وما يؤدى فيه من شعائر هم الركيزة الأساسية لتخطيط المنطقة المركزية، وعلى أساسه تتحدد مقاييس وطابع المباني والمنشات والساحات حوله،مع احترام خصوصية مكة المكرمة ومكانتها الدينية باعتبارها حرما آمناً وعلاقتها بالمشاعر المقدسة.
- التأكيد على ارتباط المنطقة المركزية بمنطقة المشاعر المقدسة باعتبارها منظومة متكاملة لأداء مناسك الحج .
- المحافظة على مياه زمزم
- مراعاة خصوصية الطبيعة الطبوغرافية للمنطقة والتكامل معها.
- احترام النسيج العمراني القائم والمميز لقلب المدينة الأصيل والتكامل معه باعتباره تراثاً إنسانياً مثلها في ذلك مثل المراكز القديمة للمدن العالمية.
- تخصيص المناطق حول الحرم الشريف وحتى الدائري الأول لحركة المشاة وخالية من حركة السيارات، مع توفير مسارات للطوارئ واحتياجات كبار السن والنساء والمعاقين .
- التأكيد على تواصل صفوف الصلاة وامتدادها بين الحرم الشريف والساحات والمساحات المخصصة للصلاة فى المنطقة المركزية.
- اعتبار مسارات الحركة القائمة عند اقتراح محاور حركة جديدة لتخفيف العبء عن المحاور الرئيسية ولتحسين ورفع مستوى النفاذية بالمنطقة. مع مراعاة تواءم مساراتها قدر الإمكان مع النسيج العمراني القائم.
- اختيار مواقع لمحطات النقل النهائية وأماكن انتظار مجمعة خلف الجبال المحيطة بالمسجد الحرام مع ربطها بخطوط ترددية حتى ساحات الحرم.
- استكمال منظومة الحركة الرئيسية بالمنطقة المركزية للمحاور الإشعاعية والطرق الدائرية وربطها مع شرايين تجميع الحركة الداخلية لتحقيق النفاذية.
- اعتبار الدائري الأول نقطة نهاية الحركة الآلية حول الحرم ومركزاً للتوزيـع على المحاور الإشعاعية.
- توفير المرافق والخدمات بالمعدلات اللازمة مع مراعاة ما هو قائم منها، ومراعاة أداءها للخدمة لكل من السكان الدائمين والموسميين.
- الالتزام بكثافة عامة على اجمالى مساحة المنطقة المركزية تقدر بـِ 1000 شخص على الهكتار،مع مراعاة التنوع في توزيع الكثافات وفقاً لطبيعة كل وحدة تخطيطية ولدرجة البعد والقرب من الحرم الشريف.
- تطوير المنطقة المركزية لتكون آهلة بالسكان الدائمين طوال العام وبنسبة لا تقل عن30% من استيعابها الكلى مع توفير الخدمات اللازمة لهم ، ويمكن استغلال هذه المساكن أو أجزاء منها خلال المواسم لتسكين الحجاج والمعتمرين.
- التأكيد على شمولية التناول التخطيطي لتطوير المنطقة المركزية آخذاً في الاعتبار كافة مشروعات الاستثمار العقاري الجاري تنفيذها بداخل المنطقة ومراعاة تكاملها مع المناطق العمرانية المحيطة، والتصور المستقبلي لمكة المكرمة بصفة عامة.
- تشجيع العمران بالمناطق الخارجية على مستوى المدينة مع توفير وسائل نقل جماعي متنوعة وسريعة للربط مع منطقة الحرم والمشاعر المقدسة، وإبدال البعد المكاني بالبعد الزمني لتخفيف الضغوط العمرانية عن المنطقة المركزية.
- مراعاة النواحي الأمنية وعناصر السلامة والأمان في جميع مقترحات تخطيط وتطوير المنطقة المركزية لمكة المكرمة.
وعلى ضوء ما تقدم فقد خلصت الدراسة إلى تحديد عدد من القرارات الأساسية التي تم تحقيقها ببدائل المخطط الهيكلي أهمها :
- استكمال الطرق الدائرية للمدينة كجزء من منظومة متكاملة من الطرق والاهتمام بالطرق الإشعاعية لتفريغ المنطقة المركزية ، وإحاطة الكتل العمرانية بخطوط دائرية محلية ثم ربطها بالخطوط الدائرية حول الحرم لتحسين ورفع كفاءة منظومة شبكة الحركة والنقل ومراعاة تلافي سلبيات فتح الخطوط الدائرية بدون اكتمال المنظومة، وأثر ذلك في نشوء المناطق العشوائية في الجبال، كما يجب التأكيد على توفير وسائل نقل سريعة غير تقليدية على المدى المتوسط بمكة المكرمة ومنطقة المشاعر وربط مكة المكرمة بجدة مع مطار الملك عبد العزيز وميناء جدة الإسلامي من خلال السكك الحديدية وتطوير طريق مكة / جدة القديم .
- العمل على وضع أسس تقود لتطوير المناطق الجبلية وتخفيف القطع الصخري والإزالة إلى أقل قدر ممكن.
- تأكيد المنطقة المركزية وتكثيف الأنشطة الخدمية بها وخلخلتها وإيجاد ضواحي بالمناطق المنبسطة وربطها بمركز المدينة بوسائل نقل سريعة وإتباع أسلوب التنمية الموجهة والمركزة بما يتوافق مع الطبيعة الطبوغرافية ويرفع من الكفاءة الاقتصادية للخدمات وشبكات البنية الأساسية .
- ضرورة استغلال المخططات المعتمدة في المراحل الأولى لتنفيذ المخطط لاستيعاب الزيادة السكانية وأن تحدد ضمنها قطع أراضى للخدمات كمنفعة عامة بدون مقابل تتولى جهات الاختصاص تنفيذها ، وإنشاء مراكز جديدة للخدمات بمناطق تركز العمران والضواحي لتكون مناطق جاذبة ومتكاملة ذاتيا .
- إعادة ترسيم حدي النطاق وحماية التنمية بما يتوافق مع الطبيعة الطبوغرافية للمدينة واتجاهات التنمية المقترحة وأن تتماشى هذه الحدود مع معالم طبيعية أو عمرانية واضحة.
- تنويع القاعدة الاقتصادية للمدينة من خلال تشجيع قيام مراكز صناعية تعتمد على الصناعات الخفيفة واليدوية غير الملوثة كثيفة العمالة ومراعاة توزيع هذه المراكز الصناعية والتجارية بالضواحي بحيث تكون متكاملة الخدمات والوظائف وتوفر فرص العمل لسكانها.
- كما تم وضع بعض الموجهات العامة لتحديث المخطط الهيكلي لمنطقة المشاعر المقدسة أهمها:
- تبني تحديد عدد الحجاج بناء على جانب العرض وامكانات الاستيعاب وليس جانب الطلب حتى يمكن تقديم الخدمات للحجاج بالشكل المناسب.
- ضرورة وجود خطة شرعية إلى جانب الخطط المادية بهدف دراسة الجوانب الشرعية لمنظومة الحج والآراء الشرعية للمذاهب المختلفة في كل شعيرة.
- قصر استخدام الأراضي الواقعة داخل حدود المشاعر الثلاث على الإيواء والمرافق الضرورية فقط ونقل المرافق والمواقف والخدمات الأخرى للمناطق البينية بين المشاعر.
- تطوير واستغلال سفوح الجبال القابلة للتطوير بمنطقة مني كمناطق للإيواء بما يلائم البيئة وبحلول مبتكرة لزيادة الاستيعاب بهذا المشعر، مع تطوير الطرق والخدمات بما يخدم هذا الفكر.
- تشجيع اتجاه قضاء بعض الحجيج جزء من الليل فقط بمنطقة مني.
- النظر بجدية في التخطيط الزمني لأداء المناسك بما يلائم الإنسانية ويزيد الاستيعابية، مثال ذلك توفير الأماكن اللازمة والمجهزة بالخدمات لهذا النوع من الحجيج لتفادي مشكلة افتراش مسارات المشاة والسيارات، وتوفير مناطق إسكان لهم بالقرب من المشاعر.
- إيجاد تواصل بين مشعر منى ومنطقة العزيزية في الجنوب وكذلك منطقة شمال جبل ثبير من خلال أنفاق للمشاة عبر الجبال لزيادة النفاذية وتسهيل الوصول والخروج من المشعر.
- تعميم نظام النقل الترددي بالحافلات في نقل الحجاج بين مناطق المشاعر الثلاث والمدينة من خلال طرق حرة مزدوجة.
- فصل حركة المشاة عن طرق السيارات ووضعها في أقصر مسار بين المشاعر لراحة المشاة مع تزويدها بطرق مشاه عرضية للتجميع من قطاعات الإيواء .
- إنشاء نفق أو مسار علوي للطوارئ والخدمات يبدأ من عرفات وينتهي خارج المشاعر ويرتبط بطريق الطائف في الجنوب الشرقي والدائري الثالث وحتى مستشفي الملك فيصل في الشمال الغربي.
- منع وقوف الحافلات داخل المشاعر وإنشاء مواقف للحافلات خارج الحدود الشرعية للمشاعر في المناطق البينية.
- إنشاء مسار علوي لوسيلة نقل جماعي، - حسب التطور التقني وبحلول ابتكارية ملائمة والاستفادة من التجربة الكورية (مثل خط مونوريل) في إيجاد حل مبتكر يبنى على الاحتياجات المحلية وقابل للتطبيق عالميا لامتلاك التقنية - يسير أعلى مسار المشاة الرئيسي يبدأ من محطة السكك الحديدية الإقليمية على حدود عرفات ويمتد داخل المشاعر الثلاث وينتهي عند الحرم الشريف كوسيلة نقل سريعة إضافية على المدى البعيد.


ويحقق المخطط الهيكلي المحدث التوازن في توزيع استعمالات الأرضي وما يتبعها من أنشطة وسكان وكثافات وهو ما يمثل أهمية كبري في مدينة مكة المكرمة بما لها من خصائص سكانية وطبوغرافية وعمرانية متميزة ومتفردة حيث يبلغ مسطح الكتلة العمرانية المقترحة للمدينة حوالي 38468هكتاراً تمثل الاستعمالات السكنية الدائمة 17375هكتاراً منها بما لا يقل عن 30% والإسكان الموسمي بمسطح 2965هكتار حول منطقة الحرم الشريف وبالقرب من منطقة المشاعر إضافة إلى الاستعمالات المتداخلة .


وتدعيماً لدور مكة المكرمة الحضاري فقد اقترح المخطط الهيكلي المحدث أربعة مراكز حضارية ثلاث منها ضمن الضواحي الجديدة المقترحة كمراكز جذب لها تشتمل على معاهد تعليمية تكنولوجية وتطبيقية متخصصة ومراكز ثقافية ومراكز للمؤتمرات تتكامل مواقعها مع المناطق الصناعية والتجارية بمسطح 2228هكتاراً ، كما راعى المخطط المقترح توفير الاستعمالات الترفيهية بشكل يتناسب مع حجم المدينة العمراني والسكاني لهذا تم اقتراح ثلاث متنزهات كبيرة الحجم لتصل مساحة المناطق الترفيهية 4000 هكتار تشتمل على متنزهات وملاعب رياضية وحدائق متخصصة .


و تتبلور فكرة المخطط المحدث في تدعيم الصناعات القائمة وتدعم القاعدة الاقتصادية لمدينة مكة المكرمة بتوفير منطقتين صناعيتين جديدتين خارج حدود الحرم الشرعية. الأولي جنوب المدينة بمساحة 1000 هكتار والثانية في الشرق بالقرب من المراكز الحضرية التكنولوجية ، ومن أهم الصناعات المقترح توطينها الصناعات الخفيفة والغذائية والصناعات اليدوية والحرفية إلى جانب الصناعات التكنولوجية غير الملوثة بما يتفق مع طبيعة المدينة الدينية والثقافية ، كما تم توفير المسطحات اللازمة لها من المستودعات ، وتصل الكثافة بالمناطق الصناعية المقترحة لحوالى 200 عامل/هكتار بحيث توفر ما يقرب من 320 ألف فرصة عمل .


تناول المخطط الهيكلي وعلى ضوء المعدلات التخطيطية تقدير احتياجات المدينة المستقبلية من الخدمات حتى عام 1450هـ. حيث تم تقدر الاحتياجات من المدارس الابتدائية حوالي 220 مدرسة (بنين وبنات) ، 198 مدرسة متوسطة (بنين وبنات) ، 15 مدرسة ثانوية (بنين وبنات) ، 41 مركزاً صحياً ، 6 مستشفيات جديدة ، 3 مستشفيات متخصصة بسعة 350-400 سرير/مستشفى ، كما يلزم إضافة 415 مسجداً محلياً ، 265 مسجد جمعة كما يقدر العجز الحالي في مراكز الشرطة بحوالي 4 مراكز إضافة إلى 19 مركزا يتطلب توفيرهم ، كما يلزم توفير 10 مراكز للدفاع المدني ، ويلزم إضافة حوالي 23 مكتب بريد جديد إلى المكاتب القائمة .


وروعي في تخطيط شبكة الطرق الهيكلية المقترحة لمكة المكرمة حل المشكلات الحالية لشبكة الحركة بمدينة مكة المكرمة واستيعاب النمو المتوقع في حركة النقل مستقبلا فمن المقترح أن تتكون شبكة الطرق الدائرية من خمس طرق دائرية ذات ثلاث مسارات بكل اتجاه توجد بعض الأجزاء المنفذة حاليا في أربع من هذه الطرق بنسب متفاوتة ، بينما يعد الطريق الدائري الخامس مقترحاً بالكامل واقترحت الدراسة إنشاء وسيلة نقل سريعة (مونوريل أو مترو) تربط بين مناطق المشاعر والحرم الشريف .


أما فكرة الحركة والنقل بمنطقة المشاعر المقدسة فترتكز على ارتباط كل المناطق بما يناظرها من المشاعر الثلاث من خلال ستة طرق حرة لتسيير الحركة الترددية تربط المشاعر الثلاث إضافة إلى طريق سابع للطوارئ والوفود وهو ما يمثل حلاً جذرياً لمشاكل النقل حلال موسم الحج بمنطقة المشاعر المقدسة , وفصل حركة المشاة عن طرق السيارات ووضعها في أقصر مسار بين المشاعر وتزويدها بطرق مشاه عرضية للتجميع من قطاعات الإيواء المختلفة .


وقد اقترح المخطط تدعيم شبكات المرافق العامة الحالية بما يحقق مستوي الخدمة المطلوبة في المستقبل ، ولذلك تم تدعيم شبكة المياه لتفي بالاحتياجات المستقبلية لها والبالغة ( 1641281 م3 /يوم ) ، وتم تدعيم شبكة الكهرباء وتوفير طاقة كهربائية تقدر بحوالي (1658 م.و.س) وإضافة أربعة محطات تحويل لتغطية المناطق الجديدة ، كما تم اقتراح زيادة خطوط الهاتف إلي 938201 خط بزيادة قدرها 300 % عن الوضع الراهن ، كما تم اقتراح إنشاء شبكة للصرف الصحي لتستوعب تصريفات السكان البالغة حوالي ( 1097446 م3/يوم) في عام 1450 هـ ، كما تم اقتراح مرمي للنفايات بمسطح 50 هكتار شاملا مصنع لتدوير النفايات لاستيعاب 25 مليون طن سنويا عام 1450 هـ.
ويدعو المخطط الإدارات المختلفة الاعتماد على استخدام التقنيات الحديثة وتطوراتها في توفير المرافق والخدمات بطرق أقل تكلفة وعدم الالتزام بالحلول النمطية المكلفة وإيجاد بدائل هندسية وتقنية مبتكرة أكثر انتقائية وأفضل جودة وجدوى.


كما تم بالمخطط الهيكلي المحدث لمكة المكرمة تحديد خمس مراحل زمنية للتطوير أخذت في اعتبارها أولويات التنمية العمرانية بالمدينة وعلاقتها بالخطط التنموية للدولة.

المصدر: منتديات المدينة المنورة اون لاين - من قسم: منتدى مكة المكرمة




المصدر صدئ الرحيل